بسم الله الرحمن الرحيم
الإجابة هي اليمن ..........
نعم كانت ستمر إنتخابات الرئاسة في مصر كما مرت في اليمن.
القصة
تبدأ عندما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عدم رغبتها في خوض إنتخابات
الرئاسة مما كان يعني وقتها أن المنصب الرفيع هو بعيد عن الإسلاميين في هذه
المرحلة الفارقة في تاريخ مصر لأن الجماعة حتى ذلك الوقت كانت الممثل
الوحيد للتيار الإسلامي في أي إنتخابات قبل أن يقرر الجميع لاحقا خوض
الإنتخابات أسوة بهم.
قرار الجماعة الذي لاقى ترحيبا من الكثير،
لاقى أيضا إعتراض ولكن من القليل جدا داخل التيار الإسلامي وقتها وكان من
ضمن القليل هؤلاء حازم صلاح أبو إسماعيل والذي طور إعتراضه هذا في شكل
إعلان ترشحه شخصيا لإنتخابات الرئاسة مسجلا ثلاث مواقف في موقف واحد:-
أولها هو الإعتراض على عزوف التيار الإسلامي عن الصعود إلى سدة الحكم في هذه المرحلة وهو ما لخصه شعار "أغتنموا اللحظة الفارقة".
ثانيها
هو الإعتراض على محاولة الإلتفاف على الثورة وإعادة الشعب طوعا لدى سلطة
مدعومة بمصالح خارجية تتحكم في إرادته وتحدد له قواعد اللعبة والخطوط الحمر
التي لا يستطيع الخروج عنها وهو ما لخصه شعار "سنحيا كراما".
ثالثها
هو الرفض لأسلوب المداهنة المداراة الذي يستخدمه بعض الإسلاميين في
حواراتهم السياسية والذي رسخ لدى العامة أن العمل السياسي بالنسبة
للإسلاميين مرتبط بتقديم التنازلات، فقد قرر أن يعطي درسا للجميع في كيفية
ممارسة العمل السياسي الإسلامي بوضوح وإلتزام بالثوابت.
سجل الرجل
مواقفه غير عابيء بما توقع الجميع أن يلاقيه من إستهزاء وهجوم وتشويه
وإفتراء من مختلف وسائل الإعلام وعلى مختلف الأصعدة بل هو من ذهب بنفسه إلى
الفخاخ المنصوبة له وتجاوزها بمنتهى الحرفية حتى وصلنا إلى المرحلة
الحالية وبعد مرور عشرة أشهر تقريبا على بدء حملته وقد أصبحت حملته أقوى
حملة إنتخابات رئاسية تحوي الآلاف من الشباب المتطوعين الذين ألتفوا حول
الحلم حلم أن يحيوا كراما وأصبح هو شخصيا متصدرا كل إستطلاعات الرأي بلا
منافس تقريبا، فالآن أستطيع القول أن الدرس أنتهى وأن الرجل قد نجح في ما
أراد وحقق هدفه كاملا.
فاليوم لا نكاد نسمع خبرا لما كان يدعى
بالمرشح التوافقي بل تجاوزنا مرحلة دعم أحد المرشحين الإسلاميين إلى أن
أصبحنا على شفا سماع خبر عن تراجع جماعة الإخوان عن موقفها ودفعها بأحد
أعضائها للرئاسة. لذلك أقولها بملء فمي لقد نجح الشيخ، حازم نجح في لعب
أكبر الأدوار في توجيه تاريخ مصر ما بعد الثورة وإبعادها عن سيناريو كان
معدا سلفا لتفريغ الثورة المصرية - كما كل ثورات الربيع العربي - من
مضمونها.
نجح الشيخ حازم قبل أن تظهر النتيجة وقبل أن يخوض
الإنتخبات من الأساس، إن رشحوا أحدا منهم فقد نجح في ما أراد، وإن دعموه هو
شخصيا فقد نجح في ما أراد، وإن لم يرشحوا ولم يدعموا فمازال لديه أقوى
حملة إنتخابية وهو أكثر المرشحين حظوظا وبفارق كبير عن أي من منافسيه
.........
الشيخ حازم له دين في أعناقنا جميعا ويستحق كل التحية والتقدير والدعاء الصادق له بخيري الدنيا والآخرة ..
الرئيسية
