سبونج المجنون99 الاعضاء النشطاء
عدد المساهمات : 600 العمر : 27 الموقع : منتدى عباد الرحمن الإشهاري المزاج : رااااايق الحمد لله
| موضوع: توظيف الحديث السبت مايو 26, 2012 12:39 am | |
| توظيف الحديث
نايف بن محمد اليحيى
لا يكاد يمر بالمرء يوم إلا ويجلس فيه مع غيره مجلسا أو أكثر، وتختلف تلك الجلسات باختلاف المشارب والاهتمامات والتطلعات، وهي جزء من حياة المرء وطبيعته الإنسانية، من محبة مؤانسة الآخرين والأنس بهم، فلو عملنا إحصاء لعدد تلك المجالس التي نجلس فيها خلال عام واحد لخرج لنا كم ضخم لا يستهان بمثله، ولو قمنا بحساب الوقت لكان المجموع مئات من الساعات إن لم تكن ألوفاً، وهذا الجلوس قد يكون عابراً كلحظات الانتظار، وقد يكون فيه نوع من المكث كالمناسبات والاجتماعات، فما نصيب هذه المجالس التي تقتطع كثيرا من أوقاتنا في استثمارها لنفع الآخرين وإفادتهم؟ وفي تحويرها لنستفيد مما يتميز به غيرنا فنقتبسه منه، فالمؤمن نهاز للفرص، والفرصة كالهلال في مطلع الشهر يبدو قليلا ثم يختفي، والعاقل شحيح بوقته أن يهدره في غير مصلحة، ورسالة المؤمن في ثنايا قلبه وفؤاده يحملها أنى اتجه، فحيثما حل كان غيثا مباركا يزرع بذور الخير، وغالباً ما نضطر للجلوس في تجمعات يكون الحديث فيها لا قيمة له، لا هو في أمر دنيا المرء ولا في آخرته، بل قد يكون وبالاً وترةً وحسرةً، فلو أحسنا إدارة حرف الكلام عن مساره إلى ما يكون نافعا بطريقة جاذبة لكان ذلك من أجمل المكاسب, ولنتأمل في هذا المشهد الأخاذ من الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف -عليه السلام- حين سأله صاحبا السجن عن الرؤيا التي رآها كل منهما، فلما رأى حرصهما وشدة انتباههما لسماع تأويلها استغل هذا الإصغاء للتوجيه والنصح، (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)، ثم بعد ذلك عبر الرؤيا، وأدت تلك الكلمات أثرها في قلوبهم.
| |
|